تابعنا على الفيس بوك تابعنا على تويتر تابعنا على اليوتيوب تابعنا على الساوند كلاود


الرئيسية السيرة الذاتية الخطب الصوتيات المرئيات المقالات و البحوث الدورات الجامعة الصور تدبر القران الإصدارات الشهادات و الدروع المشاركات و الأنشطة

 

 
جديد الفيديو
 

 
المتواجدون الآن

 
المقالات
مقالات
مغاليق الرزق وماحقات الكسب
مغاليق الرزق وماحقات الكسب
01-08-1433 09:39 PM



مغاليق الرزق وماحقات الكسب


هناك جملة من مفاتيح الرزق وأبوابه جاءت واضحة في صحيح الوحي، وهي عبادات متنوعة تشمل العبادات القلبية كالتوكل، والتقوى، وتفرغ القلب لله، والعبادات البدنية كالاستغفار، والدعاء، والصلاة، والمهاجرة في سبيل الله، وتتابع الحج والعمرة، وصلة الرحم، والعبادات المالية، كالإنفاق في سبيل الله، ومساعدة الضعفاء والمعوزين، وهكذا نجد الارتباط ظاهراً بين العبادة والرزق، فإذا انفصمت العرى، وانفصل طلب الرزق عن العبادة جاء المحق بالضنك والضيق .
وهناك أسباب ماحقة للكسب، وهي بلا شك ستكون مضادة للمفاتيح السابقة، وأول هذه المغاليق وتلك الأسباب :

1- الكفر بالله رب العالمين .
إن الكفر أكبر الأسباب وأهمها في تـضييق العـيش قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾ [طه: 124]، فهاتان عقوبتان عظيمتان لمن أعرض عن ذكر ربه، أولاهما: تضييق في معيشته، وثانيهما : حشره يوم القيامة أعمى، والمعيشة الضنك هي المعيشة الضيقة، وهي في الدنيا والبرزخ .

2- الذنوب والمعاصي بعمومها .
قال الله تعالى :﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [الأنفال: 53]، وقال نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم : "إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، ولا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد العمر إلا البر"، وإن النعم التي تحول الذنوب دونها لكثيرة، وكذلك التي تكون المعاصي سبباً في تقويض دعائمها وذهابها.
فإذا كانت أسباب الرزق ومفاتيحه هي العبادات، فإن مغاليق الرزق وأسباب ذهاب النعم هي الذنوب .

3- كفران النعم .
إن كفران النعم سبب لزوال نعمتين عظيمتين هما من الرزق بلا شك، وهما: رغد العيش وسعته، والأمنُ والاستقرار، ولقد أخبر سبحانه وتعالى أن زيادة النعم مرهونة بالشكر: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾ [إبراهيم: 7].

4- منع الزكاة .
إن منع الزكاة سبب من أسباب زوال النعم وخراب الديار، وتأمل إن شئت قصة أصحاب الجنة في سورة القلم حين منعوا الزكاة فكانت النتيجة : ﴿فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ (19) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ﴾ [القلم: 19، 20] .

5- ظهور الربا والزنا .
إن الربا أحد أهم أسباب محق البركة والكسب، ألا ينظر أكلة الربا إلى الكوارث من حولهم؟ ألا يحسون بذهاب بركة كسبهم؟ ألا فليبشروا إن كانوا مصرين على جرمهم بالمحق لبركة أموالهم! ولينتظروا صورة ذلك المحق إما ببلاء يصيبهم، أو بكارثة تحل بدارهم، أو بجائحة تجتث أموالهم .
فإذا كان الربا أحد أسباب المحق فإن الزنا من أسباب العذاب قال الرسول صلى الله عليه وسلم : "إذا ظهر الزنا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله"، ولا شك أن من عذاب الله محق الأموال، وإزالة النعم، وإحلال النقم .

6- الغش والاحتيال .
ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتقدم : "خمس خصال أعوذ بالله أن تدركوهن وذكر منها : ولا نقص قوم المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين، وشدة المؤونة، وجور السلطان عليهم"، وهذه العقوبات الثلاثة : الأخذ بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان كلها من ضيق المعيشة ونكد الحياة .

7 : ترك الصلاة .
قال الله تعالى ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى﴾ [طه: 131،132]، فانظر رعاك الله كيف اكتُنفت الصلاة بالرزق فقد جاء قبلها: ﴿ورزق ربك خير وأبقى﴾ ، وبعدها ﴿نحن نرزقك﴾ ، إنها صلة وثيقة بين الرزق وبين الصلاة، فإذا انقطعت هذه الصلة انقطع ما بني عليها، ولعله يشهد لهذا ذلك الوعيد الشديد في قوله صلى الله عليه وسلم : "الذي تفوته صلاة الجماعة كأنما وتر أهله وماله" رواه البخاري ، فإنه يلمح من هذا التشبيه تلك العلاقة بين ترك الصلاة أو التهاون بها وبين نقصان المال والولد .

8- الاغترار بالدنيا والركون إليها.
قال صلى الله عليه وسلم كما جاء في سنن الترمذي : "من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عيينه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له". صححه الألباني.

9 : الطغيان والتجبر وجحد نعـمة الله .
إن المال ليحمل صاحبه على التنكر لنعمة الخالق، خاصة إذا كثر واتسع، وعاقبة هذا التنكر المحق والخسف، وقـصة قارون في هـذا الشأن خير شاهدة على هذا الطغيان .

10: البخل وعدم الإنفاق .
فالبخيل تدعو عليه الملائكة كل يوم بالتلف كما جاء في صحيح البخاري : "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينـزلان يقول أحدهما : اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً".
هذا مجمل لماحقات الكسب، ومضيقات الرزق، كلها ذنوب ومعاصٍ، مضادةٌ لما أمر الله به، وعجباً للمؤمن يطلب رزق ربه ويعلم أن الرزق بيده سبحانه وحده، ومع ذلك يصادم أمره ويتجرأ على معصيته، ويتعدى حدوده .
فعلى المسلم الناصح لنفسه، الخائف من ربه أن يبتعد عن هذه الماحيات الماحقات حتى يبقى له كسبه، ويزداد رزقه، وتغشى البركة ماله .


الدكتور عويض العطوي
جامعة تبوك
dr.ahha1@gmail.com

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 1075



خدمات المحتوى


تقييم
1.25/10 (14 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

Copyright © 1445 alatwi.net - All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة لموقع الدكتور عويض العطوي - يُسمح بالنشر مع ذكر المصدر.

الرئيسية |الصور |المقالات |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى

لتصفح أفضل: استخدم موزيلا فايرفوكس

 لتصفح أفضل: استخدم موزيلا فايرفوكس