تابعنا على الفيس بوك تابعنا على تويتر تابعنا على اليوتيوب تابعنا على الساوند كلاود


الرئيسية السيرة الذاتية الخطب الصوتيات المرئيات المقالات و البحوث الدورات الجامعة الصور تدبر القران الإصدارات الشهادات و الدروع المشاركات و الأنشطة

 

 
جديد الفيديو
 

 
المتواجدون الآن

 
01-08-1433 09:31 PM



من مخالفات الزواج
(التبذير والإسراف)


لقد أعتاد جمهرة الناس على البذل دون سؤال في مناسبة الزواج، لا يسأل أحدهم أأنفق المال في محله، أم بدده وضيعه؟، المهم عنده أن يرضى الناس ولا يسخطوا، أما علم أولئك أنهم عن هذا المال مسؤولون، وعلى أعمالهم مجزيون، روى البزار والطبراني بسند صحيح قوله صلى الله عليه وسلم: ((لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه)).
إن من الإسراف المشين أن يُشترى ثوب العروس بعشرة آلاف ريال، أو عشرين أو ثلاثين ألفاً، ثم لا يلبس إلا مرة واحدة ، أي إسراف هذا؟ وماذا سيجيب صاحب هذا العمل على سؤال المال وإنفاقه؟ ثلاثون ألفاً تعيل أُسراً، تبني مسجداً، ترفع ظلماً، ثلاثون ألفاً، تشيد وتبني، تؤنس وتفرح لو صرفت في موقعها.
ثم أليس تبذيراً مقيتاً هذا البذخ المفرط في شراء صاغات وألوان الأقمشة بقيم خيالية، كانت تكفي لإقامة زواج آخر، ثم السعار المحموم في ذبح عشرات الذبائح، تكفي للمئات بل للآلاف، ثم لا يحضر إلا العشرات، فترمى في المزابل والقاذورات، خيرات أتتنا من كل حدب وصوب، ونهايتها صناديق القمامة، دون رعاية لحرمتها، ودونما التفات إلى عشرات الأفواه الجائعة، كأننا ما ذقنا طعم الفاقة، ولا أحسسنا بلوعة الحاجة، إن أكثرنا عاش تلك الفترة واصطلى بنارها، وإن لم يكن هو فأبوه قد عاشها، أفلا نشكر نعماً جلبت إلينا، ورغداً من العيش يسَّره الله لنا، إن هذا الكفران للنعمة هو طريق زوالها، وتلك سنة ربانية لا تتحول : ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾ [النحل: 112].

ثم ما الداعي لطبع آلاف من بطاقات الدعوة؟، وما الداعي للتفنن في إخراجها، واختيار أغلاها ثمناً؟، ألا يكفي فيها ما ينبئ عن المناسبة وموعدها ومكانها؟، أم أن عدد أوراقها هو الذي سيجلب المدعوين؟، أم جمال شكلها هو الذي سيغري بالحضور؟، إنه كان الأولى أن يصرف هذا المال في محله وحله، ثم لماذا يدفعنا حب المدح والمباهاة، إلى استئجار قصور باهظة الثمن، مع وجود غيرها مما يفي بالغرض؟، ثم لماذا يستمر الزواج أكثر من ليلة تزداد معها المصروفات، ويكثر معها التبذير؟، إن المال إذا دفع في وجه مباح وزاد عن حده سمي إسرافاً منهياً عنه، فكيف إذا دفع المال في وجه محرم، إن تلك هي الطامة الكبرى، مبالغ كبيرة تضاهي المهر أحياناً، تدفع لشرذمة من المغنيين والمغنيات، وبعض الشعراء الذين يوغرون الصدور، ويكثرون المدح الكاذب، إننا نُذكّر أولئك وغيرهم أن هذا العمل هو عين الإسراف، وهو علامة الأخوة الإبليسية، لأن الله عز وجل يقول : ﴿وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا﴾ [الإسراء: 26-27]، وذكـر الـمصدر(تبذيراً) فـيه زيـادة تأكيد على النهي عن هذا الأمر .
أما علامة الأخوة الإيمانية، والصفة الربانية، فهي في نبذ الإسراف، هي الاقتصاد والاعتدال، قال تعالى في صفات عباد الرحمن : ﴿والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما﴾ [الفرقان: 67] .
إن هذه الفئة المسرفة وما أكثرها في مجتمعنا، لو طلب منها أن تنفق في وجوه الخير عُشر ما أسرفت فيه لأحجمت، ولادعى أحدهم ضيق ذات يده، ولاعتذر بعياله، ولوعده الشيطان الفاقة والفقر، أين هؤلاء الباذلون من إعمار المساجد، وسد حاجة المعوزين، وكفالة الأيتام، ودعم جمعيات تحفيظ القرآن؟

يا قومنا ليست هذه المخيلة من ديننا، وليس فيها رفعة حتى نحرص عليها، ولو كان فيها شيء من ذلك لسُقنا إليه، هذا رسول الهدى صلى الله عليه وسلم يضع لنا نبراساً نهتدي به، وسبيلاً نمضي عليه، كان لا يتكلف في وليمة الزواج، بل يولم بما يقدر عليه، ولم يزد في ذلك عن شاة، قال أنس رضي الله عنه : ((ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أولم على أحد من نسائه ما أولم على زينب، أولم بشاة)) متفق عليه.
وعن أبي سعيد الساعدي رضي الله عنه، أنه دعـاه رسـول الله صلى الله عليه وسلم في عرسه، وكانت امرأته يومئـذ هي خادمتـهمُ وهـي العروس، فلما أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم سقته نقيع تمر كانت نقعته من الليل)) متفق عليه.
فاختر بعدما سمعت كل هذا، أتريد أن تكون من عباد الرحمن؟، أم تكون من إخوان الشيطان؟، كما جاء بذلك صريح القرآن، إنني على يقين، أنك بالتذكير تتذكر، وبالتبصير تتبصَّر، وإننا لنرجو أن نرى قرارات حاسمة في هذه الموضوعات حتى نكون قدوات عملية حسنة، يسير الآخرون على هداها.



د. عويض العطوي
جامعة تبوك
dr.ahha1@gmail.com

تعليقات 0 | إهداء 0 | زيارات 784



خدمات المحتوى


تقييم
1.25/10 (14 صوت)

Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

Copyright © 1446 alatwi.net - All rights reserved

جميع الحقوق محفوظة لموقع الدكتور عويض العطوي - يُسمح بالنشر مع ذكر المصدر.

الرئيسية |الصور |المقالات |الأخبار |الفيديو |الصوتيات |راسلنا | للأعلى

لتصفح أفضل: استخدم موزيلا فايرفوكس

 لتصفح أفضل: استخدم موزيلا فايرفوكس